يعدُّ تراكم الدهون في منطقة البطن من المشاكل التي تؤرق العديد من الأشخاص، الرجال والنساء على حد سواء، خاصةً بعد إثبات عدم فاعلية الطرق التقليدية عند البعض، كاتباع نظام غذائي صحي. الأمر الذي دفعهم للبحث عن حلول تعيد الشكل الجميل لمنطقة البطن وتحسن من المظهر الخارجي بشكل عام، فكان الحل الوحيد هو إجراء عملية شفط دهون البطن.
سنتعرف في هذا المقال على تفاصيل العملية وأسباب اللجوء إليها، كما سنوضح فترة التعافي والأعراض الجانبية المحتملة، تابع معنا.
أسباب اللجوء إلى عملية شفط دهون البطن
عملية شفط دهون البطن هي عملية تجميلية تهدف إلى التخلص من الدهون الزائدة الموجودة في منطقة البطن، بالإضافة إلى عملها على تحسين القوام ونحت البطن مما يظهره بشكل أفضل. من أهم أسباب اللجوء إليها ما يلي:
الحمل:
يتسبب الحمل في حصول تمدد في البطن بشكل كبير، مما يؤدي إلى تراكم الدهون بعد الولادة.
الولادة القيصرية:
كما هو معروف بشكل عام أن جروح العمليات تؤدي إلى تراكم الدهون حول منطقة الجرح لتساعد على تعافيه والتئامه، وبما أن جرح الولادة القيصرية يكون في منطقة البطن فهذا سيدعم تشكل طبقات الدهون في المنطقة.
الاضطراب الهرموني:
مع ازدياد تقدم المرأة في العمر يزداد تغير الهرمونات مما يؤدي إلى تغيير بشكل الجسم عامة، كما يسبب تراكم الدهون في عدة مناطق من الجسم، وخاصة في المناطق التي توجد بها عضلات ضعيفة كمنطقة البطن.
الجلوس لفترات طويلة:
الجلوس بشكل دائم أو لفترات طويلة يؤدي إلى حدوث ترهلات في البطن وتراكم الدهون في المنطقة.
العادات الغذائية الخاطئة:
كلما تقدم الشخص بالعمر تقل قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية، فتكون كمية الطعام التي يتناولها الشخص في سن العشرين غير مناسبة عندما يتعدى حاجز الثلاثين عام، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في كامل الجسم بشكل عام وبمنطقة البطن بشكل خاص.
عدم ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم:
الانشغال الدائم وعدم توفر الوقت لممارسة الرياضة يؤدي إلى ازدياد فرص تراكم الدهون في عدة مناطق في الجسم، وخاصة في البطن.
الحالات التي لا تعالجها عملية شفط دهون البطن
يعتقد البعض أن عملية شفط دهون البطن هي الحل السحري القادر على القضاء على جميع مشاكل منطقة البطن، إلا أنه هناك بعض المشاكل التي لا تعالجها العملية ، مثل:
- ترهلات الجلد.
- السيلوليت المتشكل في البطن.
- السمنة المفرطة، فهي ليست بديلًا عن ممارسة الرياضة أو اتباع نظام غذائي صحي لتخفيف الوزن.
شروط إجراء العملية
يوجد بعض الشروط الواجب توافرها عند الشخص الذي يريد إجراء عملية شفط دهون البطن، وهنا نوضّح أهم هذه الشروط:
- أن يتعدى الـ 18 عام، حيث يكون الجلد بحالة جيدة ومرنة يسهل التعامل معه أثناء العملية.
- أن يكون الشخص بصحة جيدة ولا يعاني من أمراض تعيق إجراء العملية.
- أن يكون بحالة نفسية جيدة ولا يعاني من الاكتئاب، لأن النفسية الجيدة تلعب دورًا مهمًا في نجاح هكذا عمليات.
- أن تكون الدهون المتراكمة في منطقة البطن لا تستجيب للتمارين الرياضية أو تأثير النظام الغذائي الصحي.
- أن يكون الشخص لديه زيادة في الوزن لا تتعدى 30% من وزنه الطبيعي.
الإجراءات التي يجب اتباعها قبل إجراء العملية
هناك عدة أمور قد يطلب منك الطبيب اتباعها، وذلك لزيادة نسبة ضمان نجاح العملية، نذكر منها:
- إجراء فحص شامل للجسم، للتأكد من سلامة القلب والرئتين والأوعية الدموية، كما أن يكون الشخص لا يعاني من فقر الدم، وذلك قبل أسبوع واحد من العملية.
- إيقاف التدخين وشرب الكحول قبل أسبوع واحد من العملية بالحد الأدنى.
- الابتعاد عن تناول الأدوية التي تسبب سيولة في الدم، مثل الأسبرين، والأدوية التي تحتوي على فيتامين E، بالإضافة إلى المكملات العشبية الغذائية.
- قد يطلب الطبيب الامتناع عن تناول الطعام قبل يوم من العملية.
- تجنب استخدام الكريمات المرطبة، وخاصة في منطقة البطن.
- أخذ حمام دافئ قبل العملية للشعور بالاسترخاء والراحة.
خطوات العملية
- التخدير يكون تحت إشراف الطبيب، إما أن يكون تخدير موضعي أو عام، وذلك يتوقف على حسب كمية الدهون المراد التخلص منها ومدة العملية.
- يقوم الطبيب قبل إجراء عملية شفط دهون البطن برسم خطوط وعلامات على سطح الجلد لتحديد الأماكن التي سيتم استهدافها.
- يعمل الطبيب على إدخال أنابيب دقيقة عبر قنوات صغيرة تفتح في الجلد ليتم شفط الدهون من خلالها، ويحرص على تحريك الأنابيب تحت الجلد باتجاه المناطق المطلوبة ليقوم بإزالة طبقات الدهون المتراكمة.
- يقوم الطبيب بإغلاق الشق الجراحي باستخدام خيوط طبية دقيقة تذوب في الجلد ولا تحتاج إلى إزالتها يدويًا.
- قد تستغرق العملية مدة من ساعتين إلى ثلاثة ساعات، وذلك على حسب كمية الدهون التي سيتم إزالتها.
فترة التعافي والنقاهة بعد العملية
يعتقد البعض أنه بمجرد الخروج من غرفة العمليات تكون العملية قد نجحت وتم الحصول على بطن خالي من الدهون، وهذا الاعتقاد خاطئ بالطبع، حيث تعدُّ فترة النقاهة من أهم المراحل التي تحدد نجاح أو فشل العملية، كما أن الطبيب يوصي ببعض التعليمات الواجب اتباعها حتى تنجح العملية بشكل كامل
- سيكون هناك إحساس بالألم في أول يومين بعد العملية وهو أمر طبيعي بالإضافة إلى أن الطبيب سيوصف بعض الأدوية المسكنة لتناولها عند اللزوم.
- سيحدث بعض الكدمات والتورمات في منطقة البطن خلال الأسبوع الأول والثاني من العملية.
- ينصح الطبيب بالقيام بحركة بسيطة داخل المنزل في اليوم الثاني للعملية، وزيادة النشاط تدريجيًا خلال أول أسبوعين.
- بعد العملية بحوالي 10 أيام سيقوم الطبيب بإزالة الغرز الجراحية.
- يمكن العودة للحياة الطبيعية في الأسبوع الثالث بعد العملية.
الآثار الجانبية والمضاعفات المحتملة لعملية شفط دهون البطن
تعدُّ عملية شفط دهون البطن من العمليات الآمنة بسبب التطور الطبي الحاصل، بالإضافة إلى خبرة الطبيب المختص الذي سيقوم بإجرائها. إلا أنه كأي تدخل جراحي فهناك احتمال ولو بنسبة قليلة لحدوث بعض المضاعفات، مثل:
- التنميل والخدر في أماكن إجراء عملية شفط الدهون هو أمر وارد الحدوث جدًا، وهو أمر طبيعي ومؤقت.
- قد يبدو شكل الجلد بعد الجراحة متموّجًا بسبب عدم مرونته أو بسبب عدم القيام بإزالة الدهون بالشكل المطلوب. لذلك قد يحتاج الطبيب إلى إجراء عملية لشد الجلد.
- بعض الأحيان يحصل تجمع للسوائل تحت الجلد، عندها يجب التوجه إلى الطبيب لإزالتها.
- عند حصول خلل بمستوى سوائل الجسم أثناء العملية سواءً عند حقن السوائل الخاصة أو شفطها، قد يؤدي هذا الأمر لحصول بعض المشاكل في القلب أو الكلى.
- إذا حصل خطأ أثناء العملية قد تتسرب بعض الدهون إلى الرئتين فتؤدي إلى انسداد جزئي أو كلي فيهما، وهذا يشكل خطر على صحة المريض.
إن قرار القيام بعملية شفط دهون البطن يتعلق برأي الطبيب المختص بشكل أساسي فلا تتردد باستشارته أبدًا، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن عملية شفط دهون البطن لا تغني عن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة باستمرار، مع الحرص على عدم اكتساب وزن جديد بعد العملية لأن الجسم قد يقوم بتخزين الدهون الجديدة المكتسبة في أماكن أخرى أكثر عمقًا قد تسبب ضرر أكثر من تلك التي كانت موجودة سابقًا بالقرب من سطح الجسم.