لم يعد التمتّع بابتسامة ناصعة البياض حصراً على الشخصيات الإعلامية أو المشاهير فقد ساعد انتشار تبييض الأسنان بالليزر على منح الجميع فرصةً لتحسين مظهرهم وبالتالي تحسين حالتهم النفسيّة والاجتماعية.
تُعدّ تقنية تبييض الأسنان بالليزر من الإجراءات التجميلية وهي حل مناسب للغاية لكل من يرغب في تجديد مظهر أسنانه والحصول على نتائج سريعة وواضحة.
لكن قبل الخضوع للإجراء من المهم فهم الأسباب المؤدية لتغيّر لون الأسنان وطرق تجنبه من الأساس.
تصبغ الأسنان أو اصفرارها
قبل التطرق لعملية تبييض الأسنان بالليزر لابأس من معرفة أسباب تصبغ الأسنان واصفرارها:
التقدم بالعمر
عند التقدم بالعمر، غالباً ما يصاب الإنسان بنقص الكالسيوم وهشاشة العظام، مما ينتج عنه ضعف السن وتفتت الطبقة الخارجية (المينا).
فتظهر الطبقات الداخلية للسن (العاج واللب) وهي أضعف من طبقة المينا وسطحها أكثر خشونة مما يؤدي الى التصاق الألوان وبقايا الأطعمة فيؤثر ذلك على لمعة السن وبريقه .
نظافة الأسنان
إن إهمال تنظيف الأسنان أو عدم تنظيفها من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تغير لونها.
كما يؤدي بقاء رواسب الأطعمة ما بينها لفترات طويلة الى تراكم البكتيريا التي تُنتج مواد حمضية تضعف الأسنان وتصيبها بالتسوس، وبالتالي يتغير اللون ليصبح داكناً.
الوضع الصحي العام
تؤثر بعض الأمراض بشكل مباشر على الأسنان مثل اضطرابات عملية الهضم وسوء الأمتصاص ومرضى السكر ومرضى الغدد المجاورة للغدة الدرقية.
إذ يعاني أصحاب الأمراض السابقة، من نقص الكالسيوم الذي يؤدي إلى هشاشة في العظام والأسنان.
غالباً ما تصاب أسنان مرضى السكر بتصبغ شديد وقد تصل إلى اللون الأسود ويتجلى ذلك بتفتتها ووصولها لمرحلة سقوط الأسنان.
تناول بعض الأنواع من الأدوية
هناك العديد من الأدوية التي تؤدي إلى تصبغ الأسنان مثل أدوية معالجة الحساسية وأدوية ارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع المضادات الحيوية.
هذه الأدوية تصبغ الأسنان وتجعلها مائلة إلى الاصفرار بل إن المضاد الحيوي “التتراسكلين” يصبغها باللون الرمادي ويتغلغل لدرجة يصعب فيها إزالته حتى بتقنية تبييض الأسنان بالليزر.
العادات الغذائية
هناك العديد من الأطعمة والمشروبات تحوي نسبا عالية من المصبغات تصيب الأسنان بالتصبغ ويصبح لونها مائلاً للإصفرار مثل القهوة والشاي والتوت البري .
التدخين
إن الأثر الضار للتدخين يطال معظم أعضاء جسم الانسان ومنها الأسنان.
يحتوي التبغ على مادة التار وهي مادة سوداء داكنة تصبغ الأسنان بلون قاتم كما يحوي مادة النيكوتين وهي بالأصل مادة شفافة لكنها تتحول إلى اللون الأصفر عند اختلاطها بالأكسجين فتتصبغ الأسنان باللون الأصفر.
تبييض الأسنان بالليزر
بدأ استخدام أشعة الليزر في العلاج في بداية القرن الماضي لكنه لم يُستخدم في العيادات السنية الا في الثمانينيات.
عام 1994، بدأ الأطباء باستخدام أشعة الليزر لعلاج العديد من مشكلات الأسنان ووضع الحشوات أو معالجة التهابات اللثة أو معالجة التسوس ولكن أكثر مجالات أشعة الليزر استخداماً هي تقنية تبييض الأسنان.
كيف يتم الإجراء
أول خطوة يقوم بها الطبيب هي تنظيف الأسنان بشكل جيد وإزالة طبقة الجير.
ثم يقوم باختيار درجة اللون وذلك عن طريق استخدام الشحنات الكهربائية بشكل معين تساعده على تحديد درجة البياض اللازمة لكل سن على حدة وذلك بخلاف تقنيات تنظيف الأسنان التقليدية.
لاحقاً يقوم الطبيب بدهن اللثة بجل لحمايتها من الاحتراق بأشعة الليزر أو وضع واقي من البلاستيك.
ثم يتم وضع واقي على عيون المريض أو يلبس نظارات مقاومة لأشعة الليزر .
بعدها يضع الطبيب مادة كيميائية تسمى بيروكسيد الكربون أو بيروكسيدالهيدروجين قبل أن يتم تعريض الأسنان لأشعة الليزر.
تقوم الأشعة بتحفيز هذه المادة عبر تحويل طبقة المينا إلى ذرات غير مستقرة فتحطم ذرات المواد المسببة لتصبغ الأسنان.
غالبا ما يُستخدم نوع خاص من أشعة الليزر في تبييض الأسنان كالأشعة الخضراء أو الحمراء.
مدة العملية
عملية تبييض الأسنان بالليزر سريعة وتستغرق ساعة واحدة ليحصل المريض على نتائج مباشرة .
تُعطي بعض الأسنان نتائج جيدة لعملية التبييض بالليزر بينما قد لا يستجيب بعضها الآخر. لذا يعتبر الطبيب أفضل من يحدد نوع التقنية الازمة.
من ينصح بعدم تبييض الأسنان بالليزر ؟
- الأطفال دون عمر الخامسة عشر لأن أسنانهم ما زالت في طور النمو
- النساء الحوامل
- الأشخاص الذين يعانون من الحساسية
ما هي ميزات تبييض الأسنان بالليزر ؟
- عملية تبييض الأسنان بالليزر سهلة وسريعة وتتميّز بنسبة نجاح مرتفعة جدا
- لا تسبب ألما أو نزيفاً في اللّثة ولا تحتاج إلى تخدير
- تريح المريض من اللون الأصفر وتحدّ من انتشار الجراثيم الفمويّة
- تساعد على التخلص من تسوس الأسنان
- تُظهر نتائج مباشرة ولا تحتاج لعناية أو متابعة لاحقة
- لا تسبب حساسية للأسنان كبعض التقنيات الأخرى
كم تدوم نتائج تبييض الأسنان بالليزر ؟
غالبا ما يبقى أثر تبييض الأسنان بالليزر لمدة تتراوح من 18 شهر إلى 36 شهر.
لكن يبقى العامل الأهم في التمتع بنتائج تبييض الأسنان لقترة أطول هو سلوك المريض فالتدخين مثلاً قد يقصّر مدة النتائج إلى سنة واحدة.
كذلك الإكثار من تناول الأطعمة والأشربة التي تحوي على نسب عالية من المصبغات كالشاي والقهوة.
يتوجب على المريض أن يميّز بين تبييض الأسنان بالليزر وبين تبييضها باستخدام الأشعة الزرقاء.
فالتبييض بالأشعة الزرقاء مثلاً يستخدم مادة تسمى بيروكسايد الهدروجين تسبب ألما واضحًا بسبب تفعيلها بمادة ساخنة.
لكن ما تتميز به عملية تبييض الأسنان بالليزر هو تحكم الطبيب بدرجة البياض لكل سن على حدة مما يجعلها الخيار الأمثل والأكثر جدوى مقارنةً مع بقية طُرق تبييض الأسنان.
لا يُغني الاهتمام بالأسنان وتنظيفها دوريّاً عن تبييضها ذلك أن الأسنان تتصبّغ بألوان ثابتة ناتجة عن مختلف أنواع المشروبات والأطعمة فتتكوّن طبقة خارجية بعد مرور فترة من الزمن تحتاج لتدخّل الطبيب لإزالتها.