تعتبر عملية زراعة الشعر التي يقوم بها طبيب متمرس طريقة آمنة وفعّالة لمعالجة تساقط الشعر وإعادته إلى حالته الطبيعية. وتتجلى فوائد زراعة الشعر في العديد من الجوانب أهمها: المظهر الحسن، وزيادة الثقة بالنفس، لكن المفاجأة الجديدة هي دراسة حديثة صدرت مؤخرًا، أشار الباحثين بها إلى أن فوائد عملية زراعة الشعر قد تمتد إلى أبعد من فروة الرأس لتقوم بتخفيف مشكلة أكثر خطورة وأشد ألمًا، إنها الصداع النصفي أو ما يعرف بـ الشقيقة.
نشرت المكتبة الوطنية الأمريكية الطبية دراسة مؤخرًا، قام بها باحثون من عيادة الجراحة التجميلية في تركيا، حول العلاقة بين زراعة الشعر والصداع النصفي أو ما يعرف بـ الشقيقة، وقامت الدراسة على متابعة حالة ستة مرضى عانوا من الصداع النصفي بنسبة 4 إلى 8 أيام في الشهر، كما قيّموا درجة الألم بين خمسة وثمانية على مقياس 1 إلى 10، وكانت مدة الألم 3-5 ساعات في كل نوبة، وأوضح المرضى أيضًا استخدامهم لأدوية مختلفة مثل أدوية التريبتان، والإرغوت، والعقاقير غير الستيرويدية، دون أي نتيجة تذكر.
ولكن المفاجأة كانت أنه بعد القيام بإجراء عملية زراعة الشعر، أبلغ المرضى الستة عن توقف الصداع النصفي بشكل كامل، دون تناول أي من العلاجات التي سبق لهم استخدامها للسيطرة على الألم.
وعلى الرغم من أن الخبراء لم يستطيعوا تحديد الرابط على وجه اليقين، إلا أنهم يتوقعون أن اختفاء الصداع النصفي قد تم بواسطة عملية زراعة الشعر التي تؤثر على بعض النهايات العصبيّة والأنسجة الحسيّة، مما قلل من الإشارات التي تؤدي إلى ألم الصداع النصفي.
يذكر أن الدراسات التي تربط بين زراعة الشعر وتخفيف آلام الصداع النصفي هي جديدة نسبيًا وبحاجة إلى المزيد من الأبحاث، وذلك لعدم وجود تفسير واضح للتأثير العلاجي الظاهر بعد إجراء عملية زراعة الشعر على الصداع النصفي، إلا أنها خطوة واعدة لمرض موهن خاصة بالنسبة للمرضى الذين عانوا مدى حياتهم من آلام الصداع النصفي.